المهارات المعرفية

دماغ الطفل ينمو مع مروره بتجارب جديدة، وليس بوسعنا أن نرى الدماغ وهو يتطوّر، ولكن يمكن ملاحظة الأشياء الجديدة التي يستطيع الطفل القيام بها.

تشمل عملية تنمية المهارة المعرفية لدى الأطفال البناء التدريجي لمهارات التعلّم، ومنها الانتباه، والذاكرة والتفكير. وبفضل هذه المهارات الهامة جداً، يستطيع الأطفال معالجة المعلومات الحسّية، ومن ثم يتعلمون التقييم، والتحليل، والتذكّر، والمقارنة، واستيعاب مبدأ السبب والتأثير. وعلى الرغم من أن نمو بعض المهارات المعرفية يرتبط بالتكوين الجيني للطفل، فإن معظم المهارات تُكتسب من خلال التعلّم. وهذا يعني إمكانية تحسين مهارات التفكير والتعلّم بالممارسة والتدريب المناسب. وتشهد المهارات المعرفية لطفلكِ تطوراً نوعياً خلال السنوات الست القادمة، وتلاحظين خلال هذا الفترة، أنه قد بدأ بتكوين الروابط وفهم العلاقة بين الأشياء والأشخاص من حوله. ومع استمراره في تحقيق تطورات جسمانية وذهنية كبيرة، ينبغي أن يواكب ذلك أيضاً نموٌ في قدراته.

شاركي بفعالية كأم في تنمية المهارات المعرفية لطفلكِ مبكراً، فهذا يمنحه ميزات مبكّرة. وتحقيقاً لذلك، يُوصى بأن تشركيه في عملية تعليم نفسه، وتعتبر مشاركته المبكّرة حاسمة بالنسبة لنجاحه في حياته لاحقاً. وأحياناً لا يمكن ملاحظة بعض التغيّرات التي تطرأ على الأطفال بسهولة، وخصوصا التغيّرات المعرفية، فدماغ الطفل ينمو مع مروره بتجارب جديدة، وليس بوسعنا أن نرى الدماغ وهو يتطوّر، ولكن يمكن ملاحظة الأشياء الجديدة التي يستطيع الطفل القيام بها.

في هذا السن، يستطيع الطفل تمييز صورته في المرآة، ويقول “بيبي” أو يذكر اسمه. ويبدأ بفرز الأشياء وتمييزها من خلال وضعها في مجموعات، على سبيل المثال: التفريق بين السيارات والحيوانات. ويمكنه أيضاً التعبير عما يقوم به باستخدام كلمات بسيطة ويُحب تقليد أفعال الكبار. ومع نموه تدريجياً خلال هذا العام، تلاحظين حدوث تغيير على طريقة تفكيره مع بداية اكتشافه لمبدأ السبب والتأثير (مزيج من الفعل ورد الفعل). من الأنشطة التي تُساعد في تنمية المهارة المعرفية لطفلكِ في سن الثانية:

• غني له من أناشيد الحضانة عن أشياء مختلفة مثل الحيوانات، وأغاني الأطفال المعروفة، واطلبي منه أن يذكر أسماء الحيوانات لتحسين ذاكرته القصيرة ومدى انتباهه.
• العبي معه “ماذا في الصندوق؟” من خلال عرض أشياء مختلفة عليه قبل وضعها داخل الصندوق، ثم اطلبي منه تذكرّ وتسمية الأشياء بالداخل.
• غني معه أغنية تتضمن الحروف الأبجدية، وساعديه على تذكّر الحروف والإشارة إليها في كتاب للحروف.
• اسألي طفلكِ بعض الأسئلة التي تُساعده على التفكير من تلقاء نفسه وتقديم إجابات وحلول.
• شجعي طفلكِ على مطابقة أغطية ذات مقاسات مختلفة مع الأوعية الملائمة.