هل لديكِ تساؤلات عن فترة المخاض؟ من الطبيعي أن عمليات الولادة تختلف عن بعضها، لكنّ كل واحدة منها تسير وفقاً لسلسلة من المراحل، ولكل منها فترة زمنية مختلفة. تعرّفي فيما يلي أكثر على هذه المراحل.
هل تعلمي بأن هناك ثلاث مراحل للولادة؟ معظم الأمهات يظنون أن هناك مرحلة واحدة.
ما هي المراحل الثلاث للولادة؟
تسمى المرحلة المبكرة فترة ما قبل الولادة، وفيها يبدأ الرحم بالانقباض بانتظام. تصبح الانقباضات أكثر إيلاماً على عكس انقباضات براكستون هيكس التي تميّزت بأنها غير منتظمة وغير مؤلمة. يختلف إيقاع ووتيرة الولادة من سيدة إلى أخرى. هناك نساء لا يشعرن بالانقباضات المبكرة بالرغم من أن عنق الرحم يكون قد اتسع عدة سنتيمترات، فلا يدركن أنهن قد دخلن مرحلة الوضع. ما أن يبدأ عنق الرحم بالاتساع حتى يغيّر الجنين وضعيته متجهاً في حوضك إلى الأمام. هنا يتسع عنق الرحم ويصير أكثر رقة.
على الأرجح أنك ستكونين قادرة على المشي في أرجاء المنزل، ومشاهدة التلفزيون أو أخذ حمام دافئ. عليك الاسترخاء قدر المستطاع، ولو لم تشعري بالإنهاك، تناولي عدة وجبات خفيفة تحتوي على أطعمة غنية بالكاربوهيدرات، مثل الخبز، والبطاطا، والمعكرونة، والزبيب. إذا أحسست بالتعب الشديد من الانقباضات، جرّبي التدليك أو أساليب أخرى للاسترخاء أو خذي حماماً دافئاً أو حاولي تغيير وضعيات جسمك حتى تعثري على الوضعية الأنسب التي تشعرك بالراحة.
يصف الأطباء وممرضات التوليد الحامل بأنها في مرحلة الوضع، عندما يتسع عنق الرحم ثلاثة أو أربعة سنتيمترات. سوف تزداد حدة الانقباضات وتصبح أكثر تقارباً. ومع مرور الوقت، ستشعرين بحدوث الانقباضة كل ثلاث أو أربع دقائق، فيما تستمر الانقباضة بين 60 إلى 90 ثانية، وتكون على قدر كبير من الحدة.
عليك أن تتجهي إلى المستشفى لو شعرت أنت وزوجك بأنك ستجدين الراحة أكثر مما لو بقيت في المنزل. اتصلي بالطبيب عندما تشعرين بالقلق، وتدركين أن الانقباضات تتوالى وتتقارب. أصغي إلى ما يشعر به جسمك وإلى الوضعيات التي تمنحك راحة أكبر، واسألي نفسك إن كنت تحسين بالحاجة إلى الطعام والشراب كي تتزودي بالطاقة، أو تريدين قضاء حاجتك، أو تحتاجين مزيداً من المعلومات من طبيبك للاطمئنان.
كما تفيد في هذه الحالة أيضاً تمرينات التنفس وأساليب الاسترخاء، ويتوجب على زوجك أن يذكّرك بكيفية استخدامها. خذي حماماً دافئاً لأن الماء الدافئ يخفّف آلام الوضع.
في بعض الحالات، يتوقف عنق الرحم عن الاتساع أو يتباطأ لدى بعض السيدات الحوامل. حاولي تغيير وضعيتك، كأن تتمشي في أروقة المستشفى. كما يساعد البكاء أحياناً على استرخاء الجسم والتخفيف من التوتر والانفعال. إذا لم يكن السائل الأمنيوسي قد تسرب منك بعد، قد يقوم الطبيب بذلك كي يسرع عملية الولادة بأن يقص كيس الماء المحيط بالجنين. استعدي لهذه المرحلة لأن الانقباضات قد تزيد حدة وألماً بعد نزول المياه.
لو شعرت أن جميع الخطوات التي يمكنك القيام بها في هذه الحالة، لم تساهم في إعانتك على تحمّل الانقباضات، عليك الحصول على حقنة الإيبيدورال المسكنة والمهدئة للألم.
خلال المرحلة الانتقالية، يتّسع عنق الرحم بين ثمانية إلى عشرة سنتيمترات. وربما تستمر مدة الانقباضات بين دقيقة ودقيقة ونصف، وتحدث كل دقيقتين أو ثلاث. قد تشعرين بالرجفة، والرعشة، والرغبة في التقيؤ (أو لا تشعرين بأيّ من هذه الحالات). تصف الكثير من السيدات هذه المرحلة بأنها مجهدة ومؤلمة جداً.
اصبري قليلاً وتذكري أنك على وشك الانتهاء من الولادة. حاولي أن تسترخي قدر الإمكان بين كل انقباضة وأخرى. أثناء الانقباضات، جربي الوضعية الجسدية التي تريحك وتلائمك، وحافظي على وتيرة التنفس ذاتها (مع استنشاق الهواء من الأنف وإخراجه من الفم ببطء). ولو شعرت بالحاجة إلى الصراخ بصوت عالٍ، لا تترددي في التنفيس عن الضغط الذي تتعرضين له.
مرحلة الولادة النشطة (المرحلة الثانية)
عندما يتسع عنق الرحم عشرة سنتيمترات، تبدأ المرحلة الثانية من الولادة والتي تكون مليئة بالجهد والإثارة. في هذه المرحلة، يدفع الرحم الجنين إلى المرور عبر المهبل (ويسمى أيضاً قناة الولادة) وبالتالي إلى العالم الخارجي حيث تلتقين بطفلك لأول مرة بعد طول انتظار. في هذه الفترة، يسيطر جوّ من الهدوء عادة في نهاية المرحلة الأولى عندما تتوقف الانقباضات ويغدو بإمكانك الاستراحة قليلاً أنت وطفلك. وحين تعاودك الانقباضات، ستشعرين برأس طفلك يضغط ما بين رجليك. مع كل انقباضة ودفعة، سينزل طفلك قليلاً إلى أسفل الحوض وما يلبث أن يرتفع مرة ثانية بعد انتهاء الانقباضة. لا تشعري بالإحباط طالما أن الجنين يتحرك باتجاه الأسفل مع كل انقباضة مما يعني أن عملية الوضع تسير على خطها الطبيعي. عندما يصل رأس طفلك إلى أسفل الحوض وتحسّين بسخونة ولسعة، سيبشّرك طبيبك أن رأس المولود قد ظهر، وربما يطلب منك الطبيب حين يبدأ رأس طفلك بالخروج أن تتوقفي عن الدفع وتتنفسي بهدوء بهدف أن يولد الطفل بيسر وعلى مهل ولتجنب تمزق أغشية المهبل ومنطقة العجان.
إذا لم تكن هذه ولادتك الأولى، قد تستغرق هذه المرحلة بين خمس إلى عشر دقائق، أما إذا كنت تلدين للمرة الأولى، فربما تحتاجين لساعات لإنهاء ذلك.
أصغي إلى لغة جسدك وادفعي حين تشعرين برغبة قوية في ذلك. حاولي ألا تكتمي نَفَسك وأنت تدفعين، وواظبي على الأمر أطول وقت ممكن. ادفعي مرة أخرى وسوف تلاحظين أنك قادرة على الدفع بقوة أكبر مع حدوث كل انقباضة. إن شعرت بالتعب وأردت التمدد فلتفعلي ذلك مستندة إلى جانبك الأيسر. من شأن هذا الوضع أن يعطي طفلك مساحة أكبر مما لو كنت تجلسين على الفراش لأنك حينها لا تدفعين العصعص إلى الأمام.
في المرحلة الثالثة، ستخرجين المشيمة، وهو الجزء الذي كان طفلك يعتمد عليه للحصول على المواد الغذائية ويأخذ منه الفضلات وهو في بطنك. بعد ولادة طفلك، تعاودك الانقباضات لفترة لا تتجاوز بضعة دقائق وتكون أقل حدة وقوة. تدفع هذه الانقباضات المشيمة للانفصال عن جدار الرحم والنزول إلى عمق الرحم، وفي الغالب الأعمّ أنك ستشعرين بالرغبة في الدفع. تمرّ المشيمة مصحوبة بكيس الماء الخالي خارج فتحة المهبل. يفحص طبيبك المشيمة والأغشية ليتأكد من أنها خرجت بالكامل من الرحم، وسيتحسّس طبيبك بطنك للتأكد من أن رحمك ينقبض بشدة كي يتوقف النزيف من جدار الرحم وهو المكان الذي كانت المشيمة ملتصقة به.
في العادة، يستغرق إخراج المشيمة بين خمس إلى خمس عشرة دقيقة وربما تستمر ساعة كاملة. وهذا يعتمد على طريقة خروج المشيمة إن كانت طبيعية أو بمساعدة الطبيب. تندهش العديد من النساء لسهولة خروج المشيمة مقارنة بخروج الطفل. قد تودين إلقاء نظرة على هذا الجزء الذي كان دعامة طفلك خلال فترة الحمل.
قد لا تشعرين بالمرحلة الثالثة لأنك ستحولين كل انتباهك إلى المولود الجديد. وستفرز رؤية طفلك واحتضانه ومحاولة إرضاعه طبيعياً هرمونات ستساعد المشيمة على الانفصال.
الآن وقد انتهت تجربة الوضع، قد ترتعدين بسبب الأدرينالين والتغييرات التي يقوم بها الجسم للتكيّف، أو قد تكونين مفعمة بالحيوية وقادرة على حمل طفلك. تواجه بعض السيدات صعوبة في توجيه الاهتمام إلى طفلهن بعد تجربة الولادة الطويلة، أو إذا كنت من اللواتي أخذن حقنة مسكنة. لا يوجد ما يعيب غريزة الأمومة لدى هذه الفئة من السيدات، لأنهن مرهقات وحسب، ويحتجن إلى مزيد من الوقت للراحة. بعد أخذ قسط من الراحة، يمكنك أن تستمتعي بالتعرّف إلى وليدك. تشعر الكثير من السيدات بالجوع بعد الولادة، فيما ترغب أخريات في التحدث مع الأهل والأصدقاء عبر الهاتف وإخبارهم بالأنباء السعيدة.
تأملي طفلك بإعجاب، عدّي أصابع يديه وقدميه، ضمّيه قريباً من جسدك حتى يتلامس جلدكما. إن كنت متعبة، يستطيع زوجك حمل الطفل وضمّه إلى صدره. إن كنت ستقومين بالرضاعة الطبيعية، باشري على الفور وسيساعدك طبيبك على ذلك. لا تقلقي لو وجدت طفلك غير مهتم بالرضاعة في البداية. سوف يحفّزك على الرضاعة بمجرد أن يلمسك ويحكّ أنفه في جلدك.
قارني بين وزن طفلكِ ووزن الأطفال في نفس العمر
فريقنا من الخبيرات مستعد للإجابة على جميع استفساراتك ومساعدتك في رحلتك من الحمل حتى الأمومة. لمزيد من المعلومات والنصائح يرجى التواصل معنا من 9 صباحاً حتى 5 مساءً من الأحد للخميس.